Menu

بغض النظر عن مدى تألمك؛ هناك دائما سعادة في الحب.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

أبتسم ما دمت حيًّا !

كُن أنانيًّا خالصًا عندما يتعلّق الأمر بسعادتك، أفرح من أعماقك، لا تحمل على عاتقيك هموم غيرك ما لم تكن أنت المتسبب فيها، لا تبالي! لا تبالي! فأنت لست مدبّر الكون، ولست أيضًّا محمدًا؛ أبتسم ما دُمت حيًّا، وحلِّق أينما وجدت سماء تعلوك ، أركل الكون بإحدى قدميك هاتين؛ فـ  اللَّه خلق الأرض كروية كي نركلها؛ لا كي نمجّدها.

الحياة ليست عادلة؛ لذلك ينبغي عليك أن تكن مستعدًا لكل ما هو آتٍ إليك على غير ما تحب وترضى، تقوّى بالعزيمة، والإصرار على بلوغ الهدف الذي أعددته لنفسك منذ أن نضجت حواسك من كثرة ما كانت تشاهدك وأنت تمضي في الحياة. لا تكن هشًّا فتَقسم الرياح عودك  لشطرين، أو تلتهمك الذئاب وأنت على جسر ما خارج السرب تغرد الآه وحدك كعصفورٍ يئن من فقدٍ ما، ولا تخلو حياة من فقد. عانق كل ما يمنحك القوة اللازمة وأنت تتجول بين الطرقات. كُن أنيس نفسك إن لم تجد فيمن حولك الأنيس والسند. لا تقف مكتوف الأيدي على قمة جبل الحزن تبكي مثل صبي تخلّف عن ركب والديّه حتى تستعطف قلوب المارة من حولك، بادر بالنزول لأن كل هذا لن يجدي شيئًا، حيث أن كل من هم حولك يتجرعون من نفس كأسك، ولكن بنسب متفاوتة، فالناس جميعًا مثل الحصى التي تمشي عليها، لن ينالك منهم سوى ما تشتكي أنت منه الآن. قل لي يا صاحب العقل الرشيد! لماذا ترتدي حذاء أنيق على أرضٍ ضحلة ثم تصرخ إذا ما غرق حذائك في الطمي؟! وتظل تنظر إلى من هم حولك بعين مستهجنة تلعن كل ما حدث لك، ولسانك المتعجرف يتمتم هو الآخر حذائي لم يَعد ذو بريق ولمعان كما خرجت به من بيتي في الصباح ! لماذا ؟! .. "من أراد أن يمارس الحياة بواقعية فعليه أن يعلم جيدا أنه لن يعود منها كما ذهب إليها سالمًا معافى." إن تقلبات الطقس التي نشاهدها من خلال المطر المنهمر، وأهتزاز الشجر والنخيل من شدة أرتطامه بعواصف متعددة الدرجات من حيث القوة، والبرودة الزمهرير، والحرارة ذو الجحيم التي يشعر بها جسد كل كائن حي منّا تنبئنا من أول وهلة أن من طلب حياة مستقرة من دون زلازل تنغص عليه حياته فهو واهم، يعيش على كوكب أنا لم أشهده بعد، ولم أسمع به يخرج من بين شفتيّ رجل عاقل قط، ألم يقل الخالق "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" كيف تصبح مخلوقًا ممتحنًا تتنزل عليك الإبتلاءات من كل حدبٍ وصوب وترغب في أن يكون كل سؤال يُعرض عليك سهلًا ميسورًا ؟ ! نحن لسنا من يضع الإختبارات لأنفسنا ، نحن من يعمل على حلّها وفقط، أو تجاوزها إن عظُم علينا الحلّ . عيش حياتك كما ينبغي أن تعيشها، وأعلم أن قطف عنقود عنب من شجرته التي ينتسب إليها هذا يعني أن الشجرة لن تقبل بعودته مرة أخرى، فكن مسؤولاً أولاً عن تصرفاتك قبل أن تحرم العنقود من بيته الذي ينتمي إليه ، وتلقي به إلى الأرض ليعيش لسويعات وحيدًا يتيمًا قبل أن تعصف به الأقدام ومن ثمّة يوارى التراب تحت زعم أن لا حاجة لك به الآن ! ، أعني بإختصار أن لا تحرم غيرك من السعادة بمثولك حجر عثرة تحجب الرؤيا عن من يرجو بلوغ المنزل (الغاية) ، الغاية التي كان يسعى إليها منذ ان كان طفلًا منسيًا ، لقد بات ليلته حزينًا الآن ،  فمنذ أن أغتصبت مفتاح سعادته عنوة دون وجه حق ! وهو يئن ، وما كان ليسعدك ما فعلت سوى ما يأتي من خلف العند ، فالأيام دول . و"أعلم أن اغتصابك حق ليس لك فيه حبة خردل فإنه والله سيسؤك غداً عندما يهجم عليك الغم والنكد الذي لا مفر منه إلا برجوع الحق لأهله ، فكن نبيلاً عادلاً حتى لو لم تكن الحياة عادلة" فربك المتعال حتمًا سيصيبك بخيرها ، وسيكفيك شرها .

أقبض بكف يدك على حلمك وغامر ، نلت ما أردت أو لم تنل فالحياة تجارب ومع الفشل تكتسب الخبرات ، لا تتعامل مع الحياة على أنها مقدسة ، تقديسك للشيء سيحرمك التلذذ به ، وسيتحول مصدر الفرح لمصّدِر للتعاسة ! . باغت قلبك بكل ما هو غير متوقع ، لا تبحث عن المفقود طيلة الوقت ، أتركه للصدف حتى لا تتجمد ومن ثمّة تتحوّل مع مرور الوقت إلى تمثال مصنوع من الثلج يقطن في بيت دب قطبي يكسوه ثوب ديسمبر الفضفاض . السعادة لا تعني امرأة ، كما أنّها أيضًا لا تعني رجل ، لا ينبغي أن نلخصّها في ذكر أو أنثى ، لماذا حجمت واسعًا إذًا ؟! ومن ثمّة تأتي متوشح وشاح الحزن وحنجرتك تشجب وتستنكر حياتك بشكلٍ فج ؟! الحياة ممتلئة بالمفاجآت ، كما أن اللَّه لا يجمع عسرين على عبد ، لا تبتأس فالبؤس قد يكلّفك غاليًا ، سيجعلك تنفق من رصيد سعادتك لتغذي به بؤسك المارق ، أليست الصحة رأس السعادة ؟! أبتهج فالبهجة الجنة ;) و الصدقة أيسرها البسمة :)

بـ قلم فحم
@QalamFahm
شارك:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الأكثر قراءة شهريًا

المشاركات الأخيرة

تصنيف المشاركات

Unordered List

Text Widget

QalamFahm © قلم فحم